حياة السلف بين القول والعمل ( 01 )
- قال سهل بن عبد الله رحمه الله: حرامٌ على قلبٍ أن يشمّ رائحةَ اليَقين وفيه سُكون إلى غير الله. وحرام على قلب أن يَدْخُله النورُ وفيه شيء مما يكره الله - عزَّ وجلَّ . [ذم الهوى / 77].
- قال ابن جهضم: سمعت ابن سَمعون رحمه الله يقول في مجلسه: ما سمعتَ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنّ الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة أو تمثال "؟ فإذا كان الملكُ لا يدخل بيتًا فيه صورة أو تمثال، فكيف تدخل شواهدُ الحقِّ قلبًا فيه أو صافُ غيرِه منَ البشر؟!. قال ابن القيم رحمه الله : سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول في قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة) إذا كانت الملائكة المخلوقون يمنعها الكلب والصورة عن دخول البيت، فكيف تلج معرفة الله عز وجل، ومحبته، وحلاوة ذكره، والأنس بقربه، في قلب ممتلئ بكلاب الشهوات وصورها. ومن هذا: أن طهارة الثوب الطاهر والبدن إذا كانت شرطًا في صحة الصلاة، والاعتداد بها، فإذا أخَلَّ بها كانت فاسدة، فكيف إذا كان القلب نجسًا ولم يُطَهِّره صاحبه؟ فكيف يُعْتَدُّ له بصلاته، وإن أسقطت القضاء؟ وهل طهارة الظاهر إلا تكميلا لطهارة الباطن؟. ومن هذا: أن استقبال القبلة في الصلاة شرط لصحتها، وهي بيت الرب، فتوجُّه المصلي إليها ببدنه وقالَبِه: شرط، فكيف تصح صلاة من لم يتوجه بقلبه إلى رب القبلة والبدن؟ بل وجَّه بدنه إلى البيت ووجْهُ قلبه إلى غير رب البيت. ا.هـ بتصرف. مدارج السالكين 3/250-251 [ذم الهوى / 78].
- عن ابن سيرين رحمه الله قال : إذا أراد الله - عزَّ وجلَّ - بعبده خيرًا جعل له واعظًا من قلبه يأمره وينهاه.
- عن أبي قلابة رحمه الله قال : ما من أحد يريد خيرًا أو شرًا إلا وجد في قلبه آمرًا وزاجرًا، آمرًا يأمر بالخير وزاجرًا ينهى عن الشر.
- عن عبيد الله بن شميط رحمه الله قال : سمعت أبي يقول: إن الله - عزَّ وجلَّ - جعل قوة المؤمن في قلبه، ولم يجعلها في أعضائه، ألا ترون أن الشيخ يكون ضعيفًا يصوم الهواجر، ويقوم الليل، والشاب يعجز عن ذلك.
- قال حاتم الأصم رحمه الله : القلوبُ جَوَّالة، فإمَّا أنْ تجول حول العرش، وإما أن تجول حول الحُشِّ.
- عن ثابت البناني رحمه الله قال : نية المؤمن أبلغ من عمله، إن المؤمن ينوي أن يقوم الليل، ويصوم النهار، ويخرج من ماله، فلا تتابعه نفسه على ذلك، فنيته أبلغ من عمله.
- عن أبي عمران الجوني رحمه الله قال : وعظ موسى بن عمران - عليه السلام - قومه بني إسرائيل يومًا، فشق رجل منهم قميصه، فأوحى الله تعالى إلى موسى: قل لصاحب القميص لا يشق قميصه، ليشرح لي عن قلبه.
- عن شفي الأصبحي رحمه الله قال : إن الرجلين ليكونان في الصلاة مناكبهما جميعًا، ولما بينهما كما بين السماء والأرض، وإنهما ليكونان في بيت، صيامهما واحد، ولما بين صيامهما كما بين السماء والأرض.
- عن حسان بن عطية رحمه الله قال : إن القوم ليكونون في الصلاة الواحدة، وإن بينهم كما بين السماء والأرض، وتفسير ذلك: أن الرجل يكون خاشعا مقبلاً على صلاته، والآخر ساهيًا غافلاً.
- عن خالد بن معدان رحمه الله قال : ما من عبد إلا وله أربع أعين؛ عينان في وجهه يبصر بهما أمور الدنيا، وعينان في قلبه يبصر بهما أمور الآخرة، فإذا أراد الله بعبد خيرًا، فتح عينيه اللتين في قلبه، فيبصر بهما ما وعد بالغيب، وهما غيب فآمن الغيب بالغيب، وإذا أراد بعبد غير ذلك، تركه على ما هو عليه، ثم قرأ: " أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا " [محمد: 24]. [الحلية (تهذيبه) 2 / 188].
- عن شهر بن حوشب رحمه الله قال : إذا حدث الرجل القوم، فإن حديثه يقع من قلوبهم موقعه من قلبه. [الحلية (تهذيبه) 2 / 263].
- عن سفيان الثوري رحمه الله قال : لو أن اليقين استقر في القلب كما ينبغي، لطار فرحًا وحزنًا شوقًا إلى الجنة، أو خوفًا من النار. [الحلية (تهذيبه) 2 / 379].
- عن سفيان الثوري رحمه الله قال : بصر العينين من الدنيا، وبصر القلب من الآخرة، وإن الرجل ليبصر بعينه فلا ينتفع ببصره وإذا أبصر بالقلب انتفع. [الحلية (تهذيبه) 2 / 399].
- عن سفيان الثوري رحمه الله قال : كان يقال: يأتي على الناس زمان تموت فيه القلوب وتحيى الأبدان. [الحلية (تهذيبه) 2 / 409].
- عن المعافى بن عمران قال : قال رجل لمحمد بن النضر رحمه الله: أين أعبد الله؟ قال: أصلح سريرتك، واعبده حيث شئت. [الحلية (تهذيبه) 3 / 50].
- عن سفيان بن دينار التمار قال : سألت ماهان الحنفي رحمه الله ما كانت أعمال القوم ؟ قال : كانت أعمالهم قليلة، وكانت قلوبهم سليمة. [الحلية (تهذيبه) 2 / 123].
- عن عبد الرحمن بن مهدي قال: حج إبراهيم ابني، فلقي محمد بن يوسف رحمه الله بمكة، فقال له: أقرئ أباك السلام وقل له: هُنْ، قال: فرجع إبراهيم فأخبرني بقوله، قال: فصرت كذا شهرًا أشبه رجل مريض، من مقالة محمد، فقلت: رجل مثله عسى أن يكون بلغه عني شيء، أو رأى علي رؤيا، حتى قدم علينا، قال: فأخذ بيدي وجعل يمشي حتى ظننت أنا لا ندرك صلاة المغرب، فجلسنا فقلت له: يا أبا عبد الله أخبرني إبراهيم ابني عنك بكذا، فقال محمد: بلغني أنك جلست تحدث الناس، فقلت له: إن أحببت حلفت أن لا أحدث بحديث أبدًا، فقال: حدث الناس وعلمهم، ولكن انظر إذا اجتمع الناس حولك، كيف يكون قلبك. [الحلية (تهذيبه) 3 / 55].
- قال أحمد بن أبي الحواري: قلت لأبي سليمان الداراني رحمه الله: إني قد غبطت بني إسرائيل، قال: بأي شيء ويحك؟ قلت: بثمان مائة سنة وبأربعمائة سنة حتى يصيروا كالشنان البالية، والحنايا، وكالأوتار. قال: ما ظننت إلا أنك قد جئت بشيء!! لا والله ما يريد الله منا أن تيبس جلودنا على عظامنا، ولا يريد منا إلا صدق النية فيما عنده، هذا إذا صدق في عشرة أيام نال ما نال ذاك في عمره. [الحلية (تهذيبه) 3 / 186].
- قال السري السقطي رحمه الله: تصفية العمل من الآفات أشد من العمل. ( ) [الحلية (تهذيبه) 3 / 287].
- عن أبي بكر الدينوري الطرسوسي قال: قال مظفر القرميسيني رحمه الله وسئل ما خير ما أعطي العبد؟ قال: فراغ القلب عما لا يعنيه ليتفرغ إلى ما يعنيه. [الحلية (تهذيبه) 3 / 454].
- عن ابن مسعود رضى الله عنه قال: إن من الناس مفاتيح ذكر الله، إذا رُؤوا ذكر الله.
- عن ابن أبي أوفى رضى الله عنه قال : خيار عباد الله الذين يحبون الله والذين يحببون الله إلى عباده.
- عن الحسن يقول: إن رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : والذي نفسي بيده لئن شئتم لأقسمن لكم بالله إن أحب عباد الله الذين يحببون الله إلى عباده ويسعون في الأرض بالنصيحة.
- رأيت محمد بن سيرين رحمه الله يمر في السوق وكبَّر الناس. قال خلف: كان محمد بن سيرين قد أعطي هديًا وسمتًا وخشوعًا فكان إذا رأوه ذكروا الله.
- عن عامر الشعبي قال: كتب عمر إلى أبي موسى رضي الله تعالى عنهما : من خلصت نيته كفاه الله تعالى ما بينه وبين الناس، ومن تزين للناس بغير ما يعلم الله من قلبه شانه الله - عزَّ وجلَّ - فما ظنك في ثواب الله في عاجل رزقه وخزائن رحمته والسلام.
- عن ابن محيريز، أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه دعي إلى وليمةٍ، فلما أكل وخرج قال : وددت أني لم أحضر هذا الطعام، قيل له: لم يا أمير المؤمنين ؟ قال : إني أظن صاحبكم لم يعمله إلا رياءً.
- قال علي بن أبي طالب رضى الله عنه : من كان ظاهره أرجح من باطنه: خفَّ ميزانُه يومَ القيامة، ومن كان باطنه أرجح من ظاهره: ثقل ميزانه يوم القيامة.
- عن عطاءِ بن السَّائب قال : بلغني أن عليَّ بن أبي طالب رضى الله عنه قال : العمل الصالح الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحدٌ إلاّ لله.
- قال ابن مسعود رضى الله عنه : من راءى في الدنيا راءى الله به يوم القيامة، ومن يسمع في الدنيا يسمع الله به يوم القيامة.
- قال حذيفة رضى الله عنه : المنافقون اليوم شر منهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كانوا يومئذ يكتمونه. وهم اليوم يظهرونه.
- قال رجل لحذيفة رضى الله عنه : أخشى أن أكونَ منافقًا فقال : لو كنتَ مُنافقًا لم تخشَ .
- قال الوليد بن مسلم رحمه الله: سألتُ الأوزاعيَّ، وسعيدَ بن عبد العزيز وابن جريج رحمهم الله: لم طلبتم العلم؟ كلهم يقول: نفسي، غير أن ابن جريج فإنه قال: طلبتُه للناس. قال الذهبي رحمه الله: ما أحسنَ الصدق! واليوم تسأل الفقيه الغبي: لم طلبت العلم؟ فيبادر ويقول: طلبته لله، ويكذب إنما طلبه للدنيا، ويا قِلَّةَ ما عرف منه.
- قال معمر رحمه الله: لقد طلبنا هذا الشأن وما لنا فيه نيَّة ثم رَزَقنَا الله النيَّة من بعدُ. وقال مَعْمَرُ رحمه الله: كان يُقال: إن الرَّجل يطلبُ العلمَ لغير الله فيأبي عليه العِلمُ حتى يكون لله. قال الذهبي رحمه الله: نعم يطلبه أولاً والحاملُ له حبُّ العلم، وحبُّ إزالة الجهل عنه، وحب الوظائف، ونحوُ ذلك. ولم يكن عَلِمَ وجوب الإخلاص فيه ولا صِدْقَ النية فإذا عَلِمَ حاسبَ نفسَه وخاف من وَبَالِ قصدِه فتجيئُه النِّية الصَّالحة كلُّها أو بعضها وقد يتوبُ من نيته الفاسدة ويندمُ. وعلامة ذلك أنه يُقْصِر من الدعاوى وحبِّ المناظرة ومِن قصد التَّكثُّر بعلمه ويُزري على نفسه فإن تكثَّر بعلمه أو قال: أنا أعلمُ مِن فلان فبعدًا له.
- عن الربيع بن خثيم رحمه الله قال: كلّ ما لا يُبْتغى به وجْهُ الله - عزَّ وجلَّ - يضمحلّ.
- عن أبي العالية رحمه الله قال : قال لي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم : لا تعمل لغير الله فيكِلَك الله - عزَّ وجلَّ - إلى مَن عملت له.
- عن أبي الجوزاء رحمه الله قال : نقل الحجارة أهون على المنافق من قراءة القرآن.
- عن إبراهيم النخعي رحمه الله قال: من ابتغى شيئًا من العلم يبتغي به وجه الله - عزَّ وجلَّ . آتاه الله منه ما يكفيه.
- قال مطرّف بن عبد الله رحمه الله: إن أقبح ما طُلب به الدنيا عمل الآخرة.
- قال مطرّف بن عبد الله رحمه الله: صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصحة النية.
- قال أبو عمران الجوني رحمه الله: تصعد الملائكة بالأعمال، فينادي الملك: ألقِ تلك الصحيفة ألقِ تلك الصحيفة. قال: فتقول الملائكة: ربّنا قالوا خيرًا وحفظناه عليهم، فيقول تبارك وتعالى: لم يُرِدْ به وجهي، قال: وينادي الملكَ: اكتب لفلان كذا وكذا مرتين، فيقول: يا رب إنه لم يعمله، فيقول جل وعزّ: إنّه نَواه نَواه.
- قال سفيان بن عيينة رحمه الله: من تزين للناس بشيء يعلم الله منه غير ذلك شانه الله.
- قال سفيان بن عيينة رحمه الله: قال رجل من العلماء: اثنتان أنا أعالجهما منذ ثلاثين سنة، ترك الطمع فيما بيني وبين الناس، وإخلاص العمل لله - عزَّ وجلَّ .
- عن الربيع بن أنس رحمه الله قال: علامة الدين الإخلاص لله، وعلامةُ العلم خشية الله.
- عن إبراهيم النخعي رحمه الله قال: إن الرجل ليعمل العمل الحسن في أعين الناس، أو العمل لا يريد به وجه الله: فيقع له المقت والعيب عند الناس حتى يكون عيبًا. وإنه ليعمل العمل أو الأمر يكرهه الناس يريد به وجه الله: فيقع له الإلفة والحسن عند الناس.
- قيل لعطاء السليمي رحمه الله: ما الحذر؟ قال: الاتقاء على العمل ألا يكون لله.
- قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: يا معشر المستترين: اعلموا أن عند الله مسألةً فاضحةً؛ قال - تعالى -: " فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ " [الحجر: 92، 93].
- عن عبد الرحمن بن شريح رحمه الله قال: من قام إلى شيء من الخير لا يريد به إلا الله ثم عرض له من يريد أن يرائيه بذلك أعطاه الله بالأصل، ووضع عنه الفرع، ومن قام إلى شيء من الخير لا يريد به إلا المراءاة، ثم فكر أو بدا له فجعل آخر ذلك لله: أعطاه الله الفرع ووضع عنه الأصل.
- قال الفضيل بن عياض رحمه الله: لأن أطلب الدنيا بطبل ومزمار أحبُّ إلي من أن أطلبها بالعبادة.
- قال الفضيل بن عياض رحمه الله: تركُ العملِ من أجل الناس رياءٌ والعملُ من أجل الناس شِرْكٌ، والإخلاصُ أن يعافِيَكَ الله عنهما.
- قال الفضيل بن عياض رحمه الله: لو قيل لك: يا مُرائي، غَضِبْتَ، وشقَّ عليك، وعسى ما قيل لك حق، تَزَّينتَ للدنيا وتصنَّعتَ، وقصّرتَ ثيابك، وحسنتَ سمتك، وكففتَ أذاك حتى يُقال: أبو فلان عابدٌ، ما أحسنَ سمْتَه فيكرمونك وينظرونك، ويقصدونك ويهدون إليك، مثل الدرهم السُّتُّوق(هو الرديء الزيف الذي لا خير فيه) لا يعرفه كلُّ أحد فإذا قُشر، قُشر عن نحاس.
- قال الفضيل بن عياض رحمه الله: اتق لا تكن مرائيًا وأنت لا تشعر، تصنعت وتهيأت حتى عرفك الناس فقالوا : هو رجل صالح فأكرموك، وقضوا لك الحوايج، ووسعوا لك في المجلس، وإنما عرفوك بالله لولا ذلك لهنت عليهم كما هان عليهم الفاسق لم يكرموه ولم يقضوه ولم يوسعوا له المجلس.
-قال الفضيل بن عياض رحمه الله: المؤمن قليل الكلام، كثير العمل، والمنافق كثير الكلام قليل العمل.
- عن إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت الفضيل بن عياض رحمه الله يقول: كان يقال لا يزال العبد بخير ما إذا قال : قال لله، وإذا عمل عمل لله، سمعته يقول في قوله:" لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً " [الملك: 2] قال: أخلصه وأصوبه، فإنه إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل حتى يكون خالصًا، والخالص إذا كان لله، والصواب إذا كان على السنة.
- عن أحمد بن عاصم قال: التقى سفيان الثوري وفضيل بن عياض رحمهما الله فتذاكرا فبكيا، فقال سفيان: إني لأرجو أن يكون مجلسنا هذا أعظم مجلس جلسناه بركة. قال له فضيل: ترجو لكني أخاف أن يكون أعظم مجلس جلسناه علينا شؤما، أليس نظرت إلى أحسن ما عندك فتزينت به لي وتزينت لك به؟ فبكى سفيان حتى علا نحيبه ثم قال: أحييتني أحياك الله.
- عن عبد الرحمن بن مَهدي رحمه الله قال: كنتُ أجلسُ يومَ الجمعة، فإذا كثر الناسُ، فرحتُ، وإذا قلُّوا، حزنتُ، فسألتُ بِشْرَ بنَ منصور، فقال: هذا مجلسُ سَوْءٍ، فلا تَعُدْ إليه، فما عُدتُ إليه.
- قال يحيى بن أبي كثير رحمه الله: إن الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجًا إلى الله تعالى، فيقول الله تعالى: اجعلوه في سجين إني لم أُرَدْ بهذا العمل.
- قال يحيى بن أبي كثير رحمه الله: تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل.
- قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: ما أتى من أتى - إبليس وقارون وبلعام - إلا أن أصل نياتهم على غش، فرجعوا إلى الغش الذي في قلوبهم، والله أكرم من أن يمنّ على عبد بصدق ثم يسلبه إياه.
- عن أحمد بن أبي الحواري قال: سأل رجل أبا سليمان الداراني رحمه الله: عن أقرب ما يتقرب به العبد إلى الله - عزَّ وجلَّ - فبكى، وقال: مثلك يسأل عن هذا؟ أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله، أن يطلع على قلبك، وأنت لا تريد من الدنيا والآخرة غيره.
- قال معاذ رضى الله عنه: أما أنا فأنام وأقوم، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.
- عن الطفيل بن أبي كعب، أنه كان يأتي عبد الله بن عمر رضى الله عنه فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا إلى السوق لم يمرر عبد الله بن عمر على سقاط، ولا صاحب بيعة، ولا مسكين، ولا أحد إلا وسلم عليه. فقلت: ما تصنع بالسوق وأنت لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السلع، ولا تسوم بها، ولا تجلس في مجالس؟ قال: وأقول اجلس بنا ها هنا نتحدث، فقال لي عبد الله: يا أبا بطن – وكان الطفيل ذا بطن – إنما نغدو من أجل السلام، فسلم على من لقيت.