بسم الله الرحمن الرحيم
درر ابن الجوزي رحمه الله تعالى:
- يا من يشيع ببدنه الميت فأما قلبه ففي البيت أتخلى بين المودود والدود وتعود إلى المعاصي حين تعود هلا أجلت بالبال ذكر البالي وقلت للنفس الجاهلة هذا لي من زار القبور والقلب غافل وسعى بين الأجداث والفكر ذاهل وشغله عن الإعتبار لهو شاغل فهو قتيل قد أسكره القاتل
- إخواني كيف الأمن وهذا الفاروق يقول لو أن لي طلاع الأرض ذهبا وفضة لافتديت بها كيف الأمن من هول ما أمامي قبل أن أعلم ما الخبر لما طعن عمر قال لابنه ضع خدي على التراب فوضعه فبكا حتى لصق الطين بعينيه وجعل يقول ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي
- يا نائما طول الليل ما تحس برد السحر لقد نم النسيم على الزهر ودلت أغاريد الحمام على دنو الفجر صاح الديك فلم تنتبه وأعاد فلم تفق فقوى ضرب الجناحين لطما على غفلتك
- أخواني ألبسوا للدنيا جنة الهجر واسمعوا فيها من مواعظ لزجر واحسبوها يوما صمتموه للأجر وصابروا ليل البلى فما أسرع إتيان الفجر فلا تبيعوا اليقين بالظن
- الدنيا دار المحن ودائرة الفتن ساكنها بلا وطن واللبيب قد فطن
- يا هذا الآخرة دار سكانها الأخلاق الجميلة فصادقوا اليوم سكانها لتنزلوا عليهم يوم القدوم فإن من قدم إلى بلد لا صديق له به نزل بالعراء يا هذا فنى العمر في خدمة البدن وحوائج القلب كلها واقفة إنهض إلى التلافي قبل التلف
- يا عظيم الجرأة يا كثير الإنبساط ما تخاف عواقب هذا الإفراط يا مؤثر الفاني على الباقي غلطة لا كالأغلاط ألك صبر يقاوم ألم السياط ألك قدم يصلح للمشي على الصراط
- يا أهل الذنوب والخطايا ألكم صبر على العقوبة ( كلا إنها لظى ) إذا شاهدت من اشترى لذة ساعة بعذاب سنين ( تكاد تميز من الغيظ ) من أراد أن ينجو منها فليتب ( من قبل أن يتماسا ) كيف أمن العصاة ( وإن منكم إلا واردها ) كيف نسوا غب الزلل ( ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )
- أخواني مثلوا أهل الجنة ( يوم نحشر المتقين ) ( ونورهم يسعى بين أيديهم ) ومعهم توقيع ( لا خوف عليهم ) فلما وصلوا إلى الجنان ( وفتحت أبوابها ) وبدأهم الخزنة ( سلام عليكم طبتم ) وبشروهم بالبقاء الدائم ( فادخلوها خالدين ) وقرأت الأملاك من سجل الأملاك مبلغ الثمن ( بما صبرتم ) وجميع المرادات داخلة في إقطاع ( ما تشتهي أنفسكم ) وقد استرجح في الميزان ( ولدينا مزيد ) وأتم التمام ( وما هم منها بمخرجين )
- يا من يذنب ولا يتوب كم قد كتبت عليك ذنوب خل الأمل الكذوب فرب شروق بلا غروب وآأسفي أين القلوب تفرقت بالهوى في شعوب ندعوك إلى صلاحك ولا تؤوب
- قال محمد بن واسع لو رأيتم رجلا في الجنة يبكي أما كنتم تعجبون قالوا بلى قال فاعجب منه في الدنيا رجل يضحك ولا يدري إلى ما يصير ضحك بعض الصالحين يوما ثم انتبه لنفسه فقال تضحكين وما جزت العقبة والله لا ضحكت بعدها حتى أعلم بماذا تقع الواقعة
- إن هممت فبادر وإن عزمت فثابر واعلم أنه لا يدرك المفاخر من رضي بالصف الآخر قال عمر بن عبد العزيز خلقت لي نفس تواقة لم تزل تتوق إلى الإمارة فلما نلتها تاقت إلى الخلافة فلما نلتها تاقت إلى الجنة
- إبتليت الهمم العالية بعشق الفضائل شجر المكاره يثمر المكارم متى لاحت الفريسة قذفت الغابة السبع إذا استقام للجواد الشوط لم يحوج راكبه إلى السوط من ضرب يوم الوغى وجه الهوى بسهم ضرب مع الشجعان يوم القسمة بسهم من اشتغل بالعمارة استغل الخراج إذا طلع نجم الهمة في ظلام ليل البطالة ثم ردفه قمر العزيمة ( أشرقت الأرض بنور ربها ) يا طالبا للبدعة أخطأت الطريق علة الراحة التعب إن لم تكن أسدا في العزم ولا غزالا في السبق فلا تتثعلب يا هذا الجد جناح النجاة وكسلك مزمن من كد كد العبيد تنعم تنعم الأحرار من امتطى راحلة الشوق لي يشق عليه بعد السفر
- يا أخي التوبة التوبة قبل أن تصل إليك النوبة الإنابة الإنابة قبل أن يغلق باب الإجابة الإفاقة الإفاقة فيا قرب وقت الفاقة
- يا غافلا عن مصيره يا واقفا في تقصيره سبقك أهل العزائم وأنت في اليقظة نائم قف على الباب وقوف نادم ونكس رأس الذل وقل أنا ظالم وناد في الأسحار مذنب وواجم وتشبه بالقوم وإن لم تكن منهم وزاحم وابعث بريح الزفرات سحاب دمع
- كان بعض الأغنياء كثير الشكر فطال عليه الأمد فبطر وعصى فما زالت نعمته ولا تغيرت حالته فقال يا رب تبدلت طاعتي وما تغيرت نعمتي فهتف به هاتف يا هذا لأيام الوصال عندنا حرمة حفظناها وضيعتها
- هان عليهم طول الطريق لعلمهم أين المقصد وحلت لهم مرارات البلا حبا لعواقب السلامة فيا بشراهم يوم ( هذا يومكم )
- كان بعض الصالحين يتستر بإظهار الجنون فتبعه مريد فقال له والله ما أبرح حتى تكلمني بشيء ينفعني فإني قد عرفت تسترك فسجد وجعل يقول في سجوده اللهم سترك فمات
- إذا تكاثفت كثبان الذنوب في بوادي القلوب نسفها نسف أسف في نفس يا أهل الزلل قوموا نفس أنفسكم فقد جمع قسر القهر بين الناقص والتام لقد تاب الله على المؤمنين ( وعلى الثلاثة الذين خلفوا )
- يا من كان له وقت طيب وقلب حسن فاستحال خله خمرا إبك على ما فقدت في بيت الأسف
- يا من يذنب ولا يتوب كم قد كتبت عليك ذنوب خل الأمل الكذوب فرب شروق بلا غروب وآأسفي أين القلوب تفرقت بالهوى في شعوب ندعوك إلى صلاحك ولا تؤوب .