- الرب تعالى أسماؤه كلها حسنى ليس فيها اسم سوء ، وأوصافه كلها كمال ليس فيها صفة نقص ، وأفعاله كلها حكمة ليس فيها فعل خال عن الحكمة والمصلحة
- معنى قوله ( الحمد كله لله ) فهذا له معنيان : أحدهما : أنه محمود على كل شيء ، وبكل ما يحمد به المحمود التام . والمعنى الثاني : أن يقال ( لك الحمد كله ) أي الحمد التام الكامل ، فهذا مختص بالله عز وجل ليس لغيره فيه شركة . والتحقيق أن له الحمد بالمعنيين جميعاً .
- كمال العبد وصلاحه يتخلف عنه من إحدى جهتين : إما أن تكون طبيعته يابسة قاسية غير لينة ولا منقادة ولا قابلة لما به كمالها وفلاحها . وإما أن تكون لينة منقادة سلسلة القياد ، لكنها غير ثابتة على ذلك ، بل سريعة الانتقال عنه كثيرة التقلب . فمتى رزق العبد انقياداً للحق وثباتاً عليه فليبشر ، فقد بشر بكل خير .
- إذا ابتلى الله عبده بشيء من أنواع البلايا والمحن : فإن ردّه ذلك الابتلاء والمحن إلى ربه ، وجمعه عليه وطرحه ببابه ، فهو علامة سعادته وإرادة الخير به ، والشدة بتراء لا دوام لها وإن طالت . وإن لم يردّه ذلك البلاء إليه بل شرد قلبه عنه ورده إلى الخلق وأنساه ذكر ربه والضراعة إليه والتذلل بين يديه والتوبة والرجوع إليه فهو علامة شقاوته وإرادة الشر به .